المقالات

الحرب البيولوجية

الحرب البيولوجية

الجديد برس : رأي

عبدالحافظ معجب

في سياق الحرب المتعددة التي تخوضها دول العدوان على اليمن، لم يتبق أي نوع من الأسلحة لم يستخدم في اليمن، بما في ذلك الأسلحة البيولوجية والكيميائية، والتي تصنف على أنها من أسلحة الدمار الشامل، وهي الأشد فتكاً وتدميراً وفق التصنيفات العالمية والدولية.
لقد عملت دول العدوان منذ بداية عملياتها العسكرية في اليمن، على تدمير البنى التحتية الصحية والبيئية، وضربت بشكل مباشر مخازن الغذاء والدواء وآبار المياه، وشددت الحصار البري والبحري والجوي لمنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية، تمهيداً للحرب البيولوجية المتمثلة في نشر الفيروسات والأوبئة التي يصعب مواجهتها في ظل انعدام المناعة الصحية.
بدأت حرب الفيروسات والأوبئة بالكوليرا الذي حصد أرواح الآلاف من المدنيين، في الوقت الذي أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تسجيل ما يزيد عن مليون حالة اشتباه بالوباء، ولن تنتهي هذه الحرب بإنفلونزا الخنازير الذي بدأ بحصد أرواح ضحاياه في أغلب المناطق اليمنية. حرب الأوبئة طويلة جداً، وقد تستمر نتائجه لسنوات بعد انتهاء العدوان.
لم يعد أمر هذه الحرب خافياً على أحد، المنظمات الدولية ومؤسسات الأمم المتحدة تعرف جيداً حقيقة استخدام هذا النوع من الحرب في اليمن، ولكنها تغض الطرف، وبشكل أدق وتوصيف أعمق (تعمل نفسها ميتة) و(تدعمم)، ولم يصدر لها أي موقف جدِّي تجاه استخدام الحرب البيولوجية ضد الأرض والإنسان في اليمن، كما هو الحال مع استخدام الأسلحة المحرمة والممنوعة دولياً في قتل المدنيين من قبل تحالف العدوان، والأمم المتحـــــــدة (أذن من طين والثانية من عجين).
إلى جانب السعودية والإمارات (الولايات المتحدة الأمريكية) متورطة وبشكل مباشر في هذه الحرب، إذ نشر موقع (غلوبال ريسيرش) للأبحاث تقريراً مفصلاً عن التعاون الأمريكي مع السعودية في شن حرب بيولوجية ضد المدنيين في مناطق متفرقة باليمن، واستخدام الأمراض كسلاح لقتل المدنيين.
التقرير ذكر أن هذه الأمراض هي بسبب (بكتيريا) تنتجها أسلحة تصنعها الولايات المتحدة، واليابان خلال الحرب العالمية الثانية، وأفريقيا الجنوبية، والعراق في ظل حكم صدام حسين، وغيرها من الدول التي تستخدم هذا السلاح، وتنتشر هذه الأوبئة عبر الموارد المائية، وهذا ما يجري حالياً في اليمن.
مجلة (فيترين توداي) الأمريكية كشفت أيضاً عن تلقيها تقريراً خاصاً يتضمن معلومات تشير الى أن تفشي وباء الكوليرا في اليمن يرجع إلى ناقلات الأسلحة البيولوجية، مشيرة إلى معلومات تفيد أن غارات التحالف في اليمن ضربت آبار المياه الجوفية ببكتيريا وباء الكوليرا المصنعة والمطورة مخبرياً في ليبيا.
كل هذه الأمراض من الكوليرا إلى إنفلونزا الخنازير، لم تظهر في اليمن من باب الصدفة، وسبق أن استخدمت في حروب سابقة يذكرها التاريخ تفصيلاً، مثلما لن ينسى التاريخ أن أشقاءنا (يوماً ما) شنوا علينا حرباً عسكرية وسياسية واقتصادية وإعلامية وبيولوجية، ولم ينتصروا علينا بالرغم من إنفاقهم مليارات الدولارات في هذه الحروب التي منيت جميعها بالفشل.