المقالات

هدنة مؤقتة .. وليس سلام دائم

الجديد برس : رأي

أزال الجاوي

ربط بعض المتابعين للمشهد السياسي في اليمن بين بعض التحركات السياسية والدبلوماسية المكثفة بشأن اليمن والوقف النسبي للمعارك (تهدئة) خاصة في جبهة الساحل الغربي خلال الساعات الاخيرة , واقع الحال ان ماهو دائر حتى اللحظة هو مسارين منفصلين السياسي والعسكري , فالمسار السياسي يسعى لاحياء عملية المفاوضات والتي لاتعني بالضرورة انها ستفضي الى سلام على الارض ولو عبر استصدار قرار دولي تحث الاطراف للذهاب لطاولة المفاوضات .

اما التهدئة التي تشهدها الجبهات خلال الساعات الاخيرة وان كانت عبر وساطات تحت مبررات انسانية الا ان السبب الحقيقي هو الضربات القاسمة التي تلقتها الالوية الموالية لتحالف الاحتلال السعودي الاماراتي والخسائر الضخمة في البشر والعتاد والتي كادت ان تخرجها عن جاهزيتها وقدرتها على الاستمرار بل وربما الانكسار مما دفع دول التحالف للبحث عن هدنة مؤقتة لاصلاح وتعويض ما تم خسارته واعادة التقيم لمسرح المعركة ومن ثم اعادة الهجوم , اي بمامعناه انها هدنة ربما لايام او اقل ومن ثم ستستانف العمليات والتي يبدو انها ستستمر حتى يتم احد امرين اما اسقاط الساحل الغربي كاملاً او اسقاط المهاجمين بهزيمة كاملة كل ذلك بمعزل عن المسار التفاوضي والعمل الدبلوماسي المكثف الاقرب ليس لخلق سلام حقيقي على الارض وانما لاعادة ترتيب اوضاع التحالف السياسية وكذلك اعادة ترتيب الوضع الداخلي لمايسمى بالشرعية ورسم قواعد اشتباك لما بعد معارك الساحل الغربي وفقاً لنتائج التي ستفضي لها المعركة .

الجذير بالذكر ان البروبجندا الاعلامية لدول التحالف استطاعة ان تصور الهدنة التي كانت بسبب الانكسارات الضخمة في صفوف اتباعها الى انها بسبب الجانب الانساني ولاعطاء مجال لدبلوماسية وان ذلك يصب في مصلحة الجيش واللجان الشعبية المدافعين على ارض الحديدة والساحل الغربي وليس العكس واعطاء صبغة اخلاقة لادارتهم للحرب رغم شهادة العالم اجمع انها اسواء واقذر حرب ادت الى اكبر كارثة انسانية عرفتها البشرية منذ انتهاء الحرب العالمية الثاني .
الحرب مستمرة فلا تنخدعوا .