المقالات

الاصلاح ،، الحزب الذي يذبح نفسه

الجديد برس : رأي

عبدالله مفضل الوزير

ترى دول العدوان بأن خطر حزب الاصلاح لا يقل عن خطر أنصارالله ان لم يكن أكثر خطوره نظرا لارتباط الاصلاح بحركة الإخوان المسلمين العالمية وتعمل جاهدة على محاربته وتقليم أظافره حتى تم تقزيمه وبعدة وسائل منها القتل والاستقطاب والاختراق وإحتواء القيادات وسجنها في الرياض

تحارب دول العدوان هذا الحزب في الوقت الذي استمراره في خدمتها مكرها لم يعد له أي قدرة على المناورة أو استخدام أوراق للضغط بما يحافظ على وجوده أو حضوره السياسي والعسكري بالرغم من المتغيرات الكثيرة التي فتحت فرص عدة لحزب الاصلاح للانعتاق والتحرر تعمد دول العدوان لاحتواء قيادات الاصلاح بما يمنع القيام بأي خطوة في صالح الحزب

فمثلا عند خروج طارق من صنعاء وحاجة دول العدوان اليه كان من الطبيعي أن تصبح عملية تشكيل جيش من المرتزقة بقيادة طارق ستكون على حساب حزب الاصلاح كونه الاصلاح الأكثر حضورا بين المرتزقة التي خدمت دول العدوان جنوبا وشمالا الا أن هذا الحضور تقلص حينما تم تقوية جناح المجلس الانتقالي جنوبا وحينما ظهر طارق مما أدى الى توزيع القيادات العسكرية المنضوية تحت الاصلاح بين الانتقالي والعفافيش وبصورة اكثر من حصة حزب الاصلاح نظرا لدعم دول العدوان للانتقالي وللعفافيش

كان لدى حزب الاصلاح فرصة ذهبية للمناورة بالتقارب مع أنصارالله من أجل الضغط على قيادة العدوان بما يحافظ على الاقل على مستوى حضوره العسكري

حينها شنت مرتزقة العدوان الأخرى في الانتقالي والعفافيش على حزب الاصلاح حملات إعلامية ورد حزب الاصلاح بمهاجمته الانتقالي والعفافيش فقط وخافت دول العدوان من التقارير الاعلامية المكذوبة طبعا والتي تحدثت عن ثمة لقاءات بين انصارالله والاصلاح

بكل بساطة عمد محمد بن سلمان ومحمد بن زايد لعقد اجتماع مع الانسي واليدومي وأصدرا توجيهاتهما اليهما بأن يمنعا نشطاء الحزب وسياسيه من مهاجمة طارق ومرتزقته لأن ذلك سيخدم أنصارالله ولم يحصلا على تعويض من الخسارة التي ستترتب على بروز طارق كقوة ثالثة تقلص من حضور الاصلاح العسكري والسياسي بل ذهبت دول العدوان حينها لتلقي التوجيهات لحزب الاصلاح لتحريك جبهة نهم لتسهيل المهمة لطارق الفاشل

فشل التحالف في حملاته السابقة على الحديدة وواصلت دول العدوان استهداف قيادات وقواعد الحزب في الجنوب وظل الحزب خانعا لا يستطيع ان يدافع عن منتسبيه وكان من الطبيعي ان يضعف الحزب بشكل لم يعد له أي تناول سياسي او عسكري وكان هو القوة الأولى بين مكونات المرتزقة.

اليوم وفي الوقت الذي لازالت الاغتيالات مستمرة بحق منتسبي الاصلاح في الجنوب والهجمات الاعلامية ايضا لتشويه الاصلاح تم تكريم الآنسي واليدومي بدعوة من بن زايد لزيارة الامارات ليس من اجل عقد صفقة الند للند وانما للتحذير من مغبة اغتنام فرصة الاحداث الجارية في الساحل والذهاب نحو عقد اتفاقات مع أنصارالله بل المطلوب منه تحريك جبهة نهم

تعلم دول العدوان أن قيادات الاصلاح المرتزقة يجرون قواعد الحزب كالقطيع ولذلك اكتفت بحبس هذه القيادات وطرد القواعد وجرها كالغنم نحو محارق الموت ليس خدمة لمشروع الحزب او وجوده بل لخدمة خصومه السياسيين وبما يسهل القضاء على الحزب نفسه لاحقا

وان ظهرت بعض القيادات كتوكل وبعض منهم في تركيا فهي قيادات بلا قرار مؤثر داخل الحزب وبالتالي فان تحركها المخالف للقيادات الرئيسية المؤثرة داخل الحزب لن يضيف سوى خلق مزيد من الانقسام داخل الحزب، وهذا الانقسام أصبح ضرورة للحفاظ على وجود الحزب سياسيا ولا اكتب هذا لمغازلة حزب الاصلاح او ترجي لان يرفض توجيهات أسياده بل أن الأحداث هي من تفرض نفسها لتؤكد ما ذهبت اليه

على حزب الإصلاح ان يشكر أنصارالله وحلفائهم على صمودهم فلولا هذا الصمود لاتجه الغزاة نحو استئصاله بعد أنصارالله، ولكنه حزب مسلوب الإرادة يقدم نفسه فريسة سهلة لاعدائه واليوم او غدا سيتلاشى هذا الحزب من

أكثر ما يمكن ان يحصل عليه الحزب من ابو ظبي هي وعود ببناء مطار مارب ولن يتم تنفيذها وستستمر عملية اغتيال الاصلاحيين في الجنوب كما أن أي تقدم للمرتزقة في الساحل فلن يكون الا حساب الاصلاح لأنه سيفتح الباب لتنفيذ الاغتيالات بحق الاصلاحيين وبالتالي فان هذا الحزب الغبي هو من يذبح نفسه !!