المقالات

بين استقرار صنعاء وجحيم عدن.. يموت العدو كمدًا

الجديد برس : رأي

عبدالحميد شروان

ما امتازت به صنعاء وبقيّة المناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية، عن المناطق التي تسيطر عليها قوّات الاحتلال؛ هو الجانب الأمني المستقر الذي تنعم به هذه المناطق و بشهادة الجميع، داخليًا وخارجيًا.. واستمرار هذا الأمر -بطبيعة الحال- يسبّب لدول تحالف الخسّة كثيرًا من الأرق والإحراج في آنٍ واحد.

خصوصًا وأن المناطق التي تقبع تحت سيطرتهم تفتقد لأدنى مستويات الأمن؛ فالاغتيالات و الاغتصابات والاختطافات وفضائح السجون السرّية المنتشرة فيها لم تعد خافية على أحد، ناهيك عن انتشار الجماعات المتطرّفة والإرهابية وعصابات التقطع و السطو المسلّح بشكل ملحوظ على رقعة واسعة فيها.
 
التدهوّر الاقتصادي وسوء الحال المعيشي لدى الناس في كافة مناطق الجمهورية، لا يختلف كثيرًا، و هذا الأمر يعد كارثة بكل مقاييس الوجود.
 
إذ كيف تتساوى معيشيًا مناطق تحكمها حكومة معترف بها دوليًا، وتقف إلى جانبها وتدعمها أثرى دول المنطقة والعالم، إضافة إلى وجود منابع وموارد الثروة الوطنية في مناطق سيطرتها الشكليّة، فضلًا عن تحكمها بسياسة البلاد الماليّة بتواجد بنك الدولة المركزي فيها.
 
بينما مناطق الجيش واللجان الشعبية على الكفّة الأخرى، تحكمها حكومة غير معترف بها دوليًا، لكن تستمد شرعيتها واعترافها من شعبها، وتحاربها كل تلك الدول الثريّة التي تدعم حكومة “الارتزاق”، وتسخّر كل إمكاناتها العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية لتدمير كل شيء، على كل الأصعدة، بدءًا من العسكرية بالقصف اليومي المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، والتدمير الممنهج لكل البنى التحتية و فتح جبهات قتال عديدة متجددة بشكل مستمر..
 
ومرورًا على الصعيد الاجتماعي والاعلامي من خلال زرع الفتنة بين أبناء الشعب، وبث الشائعات والزيف والتدليس، وإشعال مشاعر الكره فيما بينهم بوسائل عديدة ومختلفة لتفتيت النسيج المجتمعي، إضافة إلى خلق تكوينات وجمعيات ومنظمات مهمتها الأساسية استهداف الشباب ومسخ فكرهم ووعيهم وتثبيطهم وقتل نفسياتهم، سعيًا منها لسلخهم عن مبادئهم وأخلاقهم اليمانية الأصيلة.
 
وانتهاءً بالصعيد الاقتصادي من حصار واستهداف ممنهج للمصانع والمصالح الاقتصادية وفرض القيود المختلفة على المنتجات المستوردة، ونقلها للبنك، وقطعها لمرتبات بشكل كلّي منذ سنوات.. وفرض القيود على حوالات المغتربين و التضييق عليهم و طردهم من السعودية، وغيرها من صنوف الحرب الاقتصادية..
 
ومع ذلك ورغم كل هذا القبح الذي يمارس بشكل ممنهج علينا، فقد خابت مساعيهم، وانعكست كل مخططاتهم القذرة التي وضعت لتضييق الخناق علينا، وطالت نتائجها كل الشعب في الشمال والجنوب والشرق والغرب بدءًا من المواطنين القاطنين في مناطقهم.
 
كل ذلك يجعل من الجانب الأمني والوضع المستقر الذي ننعم به في مناطق سيطرة الجيش واللجان الشعبية، امتيازًا ونجاحًا كبيرًا لم ولن يصلوا إليه رغم كل الإمكانات التي في متناول أيديهم، لذلك يسعون جاهدين لخلخلة الوضع الأمني في مناطقنا لتعم الفوضى وتنتشر الاغتيالات والجرائم ويسود الخراب، لتخف وطأة الحرج الذي تتسبب به هذه الأمور في مناطقهم بشكل متكرر، أمام المجتمع الدولي والمحلي، ولتسهيل وتخفيف الكلفة عليهم تمهيدًا لاقتحامها وغزوها.
 
لذا كل يوم يخرجون لنا بقصة جديدة، آخرها ما كان يراد حدوثه يوم ٦ أكتوبر/تشرين الأول الحالي، من زعزعة الأمن ونشر الفوضى في شوارع العاصمة تحت يافطة “ثورة الجياع” الممولة خارجيًا، والتي روّج لها المرتزقة والمدفوعين وحرضوا على الخروج فيها.
 
غير أن رجال الأمن، تنبهوا مبكرًا لهذا المخطط الدنيء، وتعاملوا بفطنة ومسؤولية معه قبل أن يحدث، وتبخرّت كل أوهام العدو قبل أن تتشكّل، وأثبت أبطالنا حماة الوطن مجددًا أن صنعاء ستظل عصيّة على الغزاة وأدواتهم الرخيصة، وستبقى شوكة في حلوقهم وكابوسًا يؤرق مضاجعهم إلى ما بعد القيامة.