الأخبار المحلية تقارير ودراسات

صحيفة عطوان: لماذا يَعتَرِف العَسكريّون الإسرائيليّون بأنّ جيش “حزب الله” أقوَى جَيشٍ في “الشَّرقِ الأوسَط” بَعد جَيشِهِم؟

الجديد برس:

لم يُفاجِئنا في هَذهِ الصَّحيفة “رأي اليوم” وَصف ضابِط يَحتَل مكانةً بارِزةً في القِيادة العسكريّة الإسرائيليّة لحِزب الله بأنّه أقوَى جيشٍ في الشَّرقِ الأوسَط بعد جيش الاحتلال الإسرائيليّ، لسَببٍ بَسيطٍ وهو أنّ هذا الجيش هَزَم “وحده” الجيش الإسرائيليّ مَرَّتين في جنوب لبنان، الأُولى عام 2000 عندما أجبَرهُ على الانسحاب لعَدم قُدرَة قِيادَته على تَحَمُّل حرب الاستنزاف، والخَسائِر المُترتِّبةِ عليها، والثَّانِية حرب تمّوز (يوليو) عام 2006 التي نَعيش ذِكراها الـ 12 هَذهِ الأيّام.

فاللافت أنّ الجيش الإسرائيليّ لا يُجرِي مُناوراتً عسكريّةً هَذهِ الأيّام إلا استعدادًا لمُواجهةِ حَربٍ يُمكِن أن تَشُنّها قُوّات الحِزب، للسَّيطرةِ على شِمَال فِلسطين المُحتلَّة، وقَصفِ المُدن الإسرائيليّة بالصَّواريخ.

اليوم اختتم “اللواء جولاني” الذي يُعتَبر أحد أهَم الأذرُع العَسكريّة في جيش الاحتلال تَدريبًا دامَ أُسبوعًا كامِلاً يُحاكِي القِتال ضِد “حزب الله” وبعد أسابيعَ قليلةٍ مِن إجراءِ وَحَدات الدُّروع في الجَيش الإسرائيليّ تَدريباتٍ هي الأكثَر شُمولاً في مِنطَقة الجليل قُرب الحُدود اللبنانيّة.

صحيفة “يديعوت أحرونوت” نَقَلَت عن تقاريرٍ عَسكريّةٍ إسرائيليّة مَعلوماتٍ تُشير إلى أنّ “الحِزب” حَصَلَ على تَرسانةٍ جَديدةٍ من الأسلحةِ المُتطوِّرة تتضمّن أجهزةَ رؤيةٍ ليليّةٍ عالِية الجُودة، وأجهِزَةٍ إلكترونيّةٍ مُضادَّةٍ للطَّائِرات بُدون طيّار “درونز” وصَواريخ قادِرةٍ على حَمل رُؤوسٍ مُتفَجِّرةٍ وزنها نِصف طُن من المُتفَجِّرات، عَلاوةً على مِئات الطَّائِرات المُسيَّرة (بُدون طيّار).

مِن المُفارَقة أنّ الجيش الإسرائيليّ لا يُجرِي أيَّ مُناوراتٍ عسكريّة إلا حَول كيفيّة مُواجَهة قُوّات “حزب الله” وليس أيٍّ من الجُيوش العَربيّةِ الأُخرَى، لأنّ هَذهِ الجُيوش باتَت خارِج المُعادَلات العَسكريّة الإسرائيليّة لاستسلام حُكوماتِها وتَطبيعِها مع إسرائيل، ونَقلِها من خانَة الأعداء إلى خانَة الحُلَفاء، حتى أنّ بَعضَها يُشارِك في مُناوراتٍ عَسكريّةٍ مع الجيش الإسرائيليّ تَحت مِظلَّةٍ أمريكيّةٍ جامِعَة.

لم يُبالِغ السيِّد حسن نصر الله عندما قال في خِطابِه الأخير أنّ جيش “حزب الله” هو أقوى الجُيوش في المِنطَقة، والمِعيار هُنا ليسَ الطَّائِرات الحَربيّة وعدد الدَّبّابات والمُدرَّعات والجُنود، وإنّما الكَفاءة القِتاليّة أوّلاً، والقُدرة القِياديّة على اتِّخاذ قرارِ الحَرب ثانيًا، والإيمان بالتَّضحيةِ والنَّصر، والرَّغبةِ في الشَّهادة ثالِثًا، ولهذا يَسود الرُّعب قُلوب القادَة العَسكريين الإسرائيليين، ويَنتَهون مِن تَدريبٍ عَسكريٍّ ليَبدأوا آخَر تَحَسُّبًا للأسْوَأ، وخَوفًا مِن تِكرار هَزيمَة تمّوز عام 2006 وبِخَسائِرَ أكْبَر.

 

“رأي اليوم”