الأخبار المحلية تقارير

ابن سلمان.. مستنقع الحديدة وامریکا والامارات والتحالف

كتب | ابو رضا صالح

تحالف العدوان على اليمن بجميع اعضائه الاقليميين والدوليين يعيش هذه الايام ظروفا لا يحسد عليها، نظرا الى انه غارق في مستنقع اليمن ولا يجد مفرا له سوى عقد الامل على المشاورات والمفاوضات التي يجريها المبعوث الدولي الى اليمن مارتن غريفيث.

قد يستغرب البعض ان يبذل جميع اعضاء تحالف العدوان ما بوسعهم للخروج من مستنقع اليمن بشكل مشرف مع حفظ ماء الوجه عبر التواصل مع المبعوث الاممي، ولكن الحقائق الميدانية لا توحي بغير ذلك. فإبن سلمان الذي وعد قبل اكثر من ثلاثة اعوام ونصف العام بحسم ملف اليمن في غضون ثلاثة اسابيع واعادة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي الى سدة الحكم وقطع الاذرع الايرانية وبالتالي اعادة الامن والاستقرار الى الحدود المشتركة مع اليمن، سرعان ما ادرك بان هذه مجرد اضغاث احلام نابعة من عدم نضجه وخبرته .

هذا فضلا عن ان مواكبته لمحمد بن زايد اوصلته الى نتيجة مفادها ان نظيره الاماراتي وقبل ان يكون عونا ومطيعا له، قد تحول الى منافس جاد يقدم مصالح بلاده على اي مصلحة اخرى وانه يحاول فرض رؤاه واملاءاته على المنطقة كما هو حال إبن سلمان.

هنا ينبغي القول ان إبن سلمان لو كان يتحلي بقدر ضئيل من الخبرة والحنكة السياسية لادرك منذ البداية ان مواكبة بن زايد له في العدوان على اليمن كانت تهدف الى اكمال سلسلة حلقات جزره والهيمنة على البحر ومنطقة باب المندب الاستراتيجية من جهة، وضم ميناء الحديدة الى الامارات باعتباره الامارة الثامنة من جهة اخرى.

ان إبن سلمان ومنذ اليوم الاول الذي ارتدى فيه جبة ولاية العهد وضع نصب عينيه تحقيق هدفين اساسيين اولهما اقصاء المنافسين له على العرش، وبالطبع ليس فقط نجح سريعا في تحقيق مبتغاه بمساعدة من والده، بل انه وبذريعة مكافحة الفساد – كما يدعي الامير الغر- قام باقصاء وترهيب جميع منافسيه .

الهاجس الثاني الذي كان يعتري إبن سلمان هو فرض اقتداره وزعامته على المنطقة وبالطبع العالم الاسلامي والخطوة الاولى في هذا الاطار تمثلت في حسم مشروع احتلال اليمن الفاشل. بناء على ذلك بدا الامير الغر زيارات مكوكية الى الدول الغربية والامريكية بهدف كسب الدعم . تم انفاق الدولارات الحاصلة من بيع النفط واقامة موسم الحج في اطار صفقات ملياردية، فضلا عن الطاعة العمياء لامريكا واوروبا في جميع المجالات لاسيما الموافقة الصريحة على الاعتراف بشرعية الكيان الصهيوني والترحيب بصفقة القرن.

ظاهر الامور كان يوحي بان جميع المقدمات كانت مهيأة لإبن سلمان لتنفيذ مآربه وكما يقال فان المقتضيات كانت موجودة والموانع مفقودة . صدر امر الهجوم على الحديدة بهدف محاصر جماعة انصار الله جوا وبحرا. حلت ساعة الصفر بشروط امريكية مسبقة تؤكد ضرورة ان تكون العمليات خاطفة وحاسمة .

الامارات وفي خطوة لدعم مشروع إبن سلمان قامت بتعبئة 12 لواءا من قوات التحالف الى جانب لواء العمالقة ووضعتهم تحت امرة طارق عفاس نجل شقيق الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وزجت بهم في حرب الحديدة.

المخطط كان قد حدد مهلة شهر لاحتلال الحديدة كحد اقصى، لكن التقدم السريع والخاطف للقوات الغازية في طريق الساحل المعبدة اصطدم بصمود اليمنيين. تنصلت امريحكا عن تقديم الدعم لقوات التحالف في عملياتها بالحديدة وذلك بعد ان ادركت بانه تم التلاعب بها بسبب المعلومات الاستخباراتية المغلوطة التي قدمها السعوديون والاماراتيون اليها.

وبما انه كان قد تم زج اسم ترامب وامريكا في العدوان على اليمن، فان واشنطن رات نفسها مرغمة بالتالي على تحجيم مساعداتها الاستخباراتية والتاكيد ثانية على ضرورة انهاء الحرب بشكل سريع ونهائي.

نتائج العدوان لم تكن كما جرى التخطيط لها على الورق حيث كان من المقرر ان يتم الاستيلاء على مطار الحديدة كهدف اساسي، ولكن ما نشاهدة اليوم على الساحة هو تطويق القوات الغازية من ثلاث جبهات وقطع اتصالها مع الجهات الخلفية الداعمة لها، الامر الذي حدا بامريكا الى خوض غمار المعركة مجددا عبر مروحياتها لتقديم الدعم اللوجستي الى القوات المحاصرة  .

حاليا حيث تثار الكثير من الشكوك حول مصداقية امريكا واوروبا واعوانها عسكريا واعلاميا ، فان الجميع باتوا يتشبثون بالمبعوث الدولي الى اليمن اليمن مارتن غريفيث ويعقدون الامل على وساطته لاستعادة المياه الى مجاريها ، لكن اللجان الشعبية اليمنية الظافرة ترفض اي مساومة او مفاوضات حول سيادة الحديدة في ظل الانتصارات التي تحققها.