المقالات

ببغاوات في بلاط العدوان!

الجديد برس : رأي

راسل القرشي

قالت الأمم المتحدة، تعليقاً على الغارات الإجرامية لتحالف العدوان الأخيرة في حجة: (يجب محاسبة المسؤولين عن الغارات التي أودت بحياة المدنيين في اليمن)!
وفي فقرة أخرى لتعليقها قالت: (نحث التحالف العربي على امتثال قواته لمبادئ التمييز بين الأهداف والتناسب).
وتقصد الأمم المتحدة باستخدام مصطلح (التناسب) أي: الحد من الضرر الناجم على السكان والمنشآت المدنية.
هذا هو التعليق الأممي على مجازر التحالف الأخيرة في (بني قيس) و(عبس) بمحافظة حجة، والتي استشهد فيها أكثر من 45 مدنياً.
فما الذي يمكن أن تتوقعه من الأمم المتحدة أن تقول غير هذا الكلام الذي ما زالت تكرره منذ بدء العدوان في 26 مارس 2015م؟!
الأمم المتحدة لا تمتلك شيئاً، ولا يمكن لها أن تقول أكثر مما تقوله دائماً. ولو كان مسؤولوها عند مستوى المسؤولية حقاً لما سمحوا لأنفسهم أن يتحولوا إلى ببغاوات في بلاط قادة العدوان!
النظام الذي يشن عدواناً على بلد آخر ويجعل من المدنيين والمنشآت المدنية الحكومية والخاصة هدفاً لآلته العسكرية، ثم يدعي كذباً وبهتاناً استهداف الطرف الآخر للمدنيين والمدن، ويستغل الدين ليبرر جرائمه أو للتغطية عليها، هو نظام بلا أخلاق وبلا قيم، وقياداته حقيرة وقبيحة ولا تستحق البقاء.
نظام حقير وفاشل وعاجز عن مواجهة القوات العسكرية للطرف الآخر، ويلجأ إلى الترويج للأكاذيب والتغطية على أفعاله الإجرامية البشعة باستجداء العالم بهدف تضليله ودفعه للصراخ والبكاء دون خجل.
لو كان النظام السعودي شجاعاً لما بقي طيلة الفترة الماضية من عدوانه يستهدف المدنيين ويفرض حصاراً جائراً لتجويعهم وقتلهم، ولما ذهب قادة أنظمة العالم أيضاً للتستر على جرائمه وانتهاكاته المتواصلة للقانون الدولي الإنساني والترويج معه للأكاذيب وادعاء استهداف المدن والمدنيين في السعودية وذرف دموع التماسيح…!
قادة وأنظمة بلا قيم، يبحثون عن مصالحهم ويكشفون دوماً أن القوانين والمواثيق الدولية ليست سوى أداة لتصفية الحسابات وشعارات للاستهلاك الإعلامي وكفى!
لم يعد أمام العالم -بدءاً بالأمم المتحدة ومروراً بكل الأنظمة المتسولة على أبواب النظام السعودي وانتهاءً بالمنظمات الدولية على اختلاف مسمياتها- من شيء ليفعله سوى توزيع مناشداته على وسائل الإعلام المختلفة، وإطلاق التحذيرات المتكررة من استهداف المدنيين ومن الوضع الإنساني السيئ الذي وصلت إليه اليمن بعد أكثر من 3 أعوام من العدوان السعودي والحصار المفروض.
كل هذا الكذب والتدليس والتحايل الذي تقوم به قيادات العدوان السياسية والإعلامية، ومعها رموز الخيانة والعمالة والارتزاق، لم ولن يجدي نفعاً مع اليمنيين المعتدى عليهم والمرتكبة بحقهم جرائم حرب لن تسقط بقرارات الأمم المتحدة أياً كان شكلها؛ كما لن تسقط بالتقادم والتجاهل.
اليمنيون يعرفون جيداً كيف يقتصون لأبنائهم وأطفالهم الذين استهدفهم العدوان، وليسوا بحاجة إلى من يزايد عليهم ويتاجر بقضيتهم ويعلمهم كيف يأخذون حقهم وينتصرون للعدالة.
لن تضيع الحقوق؛ كما لم ولن يضيع حق وراءه مطالب.. وإن غداً لناظره قريب.