المقالات

التضليل الأمريكي البريطاني

الجديد برس : رأي

أمين النهمي 

قبل أيام قليلة من زيارة مرتقبة لمجرم الحرب محمد بن سلمان إلى أمريكا في الـ20 من مارس الجاري، تشهد واشنطن حراكاً على مستوى الكونجرس ومنظمات حقوقية، ضد استمرار الدعم العسكري الأمريكي للسعودية، والمطالبة بإنهاء مشاركة بلادهم في الحرب على اليمن التي أوشكت على إنهاء عامها الثالث، مستشهدين بتقارير حقوقية تشير إلى أن الوضع في اليمن مأساوي وكارثي جداً.
كما تأتي تصريحات قائد القوات المركزية الأمريكية الجنرال جوزيف موتيل، الرافضة لإيقاف الدعم العسكري واللوجستي للسعودية في عدوانها على اليمن، متناغمةً مع ما صرح به وزير الحرب البريطاني بوريس جونسون، عن صفقة (التايفون) البريطانية السعودية، بالقول: إنها مهمة لتعزيز الأمن في الشرق الأوسط، وهو ما يوضح الصورة أكثر لمن مازال يتغابى، عن التورط المباشر، والمشاركة الفعلية لواشنطن ولندن في العدوان على اليمن.
الغريب والمثير للسخرية والاستهجان؛ في حديث وزير الحرب البريطاني وقائد القوات الأمريكية، هو ذلك التناقض المفضوح، والنفي الكاذب؛ بعدم تورطهما في الحرب على اليمن، وأنهم ليسوا طرفاً في هذا العدوان، بينما هم مستمرون في عقد الصفقات، وبيع الأسلحة المحرمة، وتقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي، وتوفير الغطاء السياسي، وإعطاء الضوء الأخضر للسعودية وحلفائها؛ لمواصلة ارتكاب الجرائم الوحشية بحق الشعب اليمني، وحصاره وتجويعه، وتدمير مؤسساته.
هذا الدور المشبوه الذي تمارسه بريطانيا وأمريكا، يأتي في سياق التضليل الإعلامي للرأي العالمي، فالمواقف الأمريكية والبريطانية التي كانت تسوقها لخداع الشعوب تحت عناوين فضفاضة كالحرية، والديمقراطية، ومحاربة الإرهاب، وغيرها من العناوين الزائفة، كشفت عن عورتها الخبيثة في تصدير ورعاية الإرهاب وتمويله، وتوظيف المواقف والقرارات لخدمة بترودولارات البقرة الخليجية الحلوب، وتوفير الأمن والحماية لإسرائيل، وهو ما حذر منه الشهيد القائد  حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، منذ العام 2002م، في محاضرته المعنونة بـ(خطر دخول أمريكا إلى اليمن).
غير أن الحملات الكبيرة المناهضة لجرائم بني سعود في اليمن، والاحتجاجات الشعبية المتزايدة يوماً بعد آخر، كالتي شهدتها بريطانيا مؤخراً أثناء زيارة بن سلمان الأخيرة للمملكة المتحدة، والمواقف الأخيرة للكونغرس ومجلس الشيوخ، والمجتمع المدني الأمريكي، مثلت عنواناً لصحوة الضمير في ما يسمى العالم الحر، بعد أن ظننا كل الظن أن لا بواكي على اليمنيين ومأساتهم، في ظل تغلغل اللوبي البريطاني الأمريكي السعودي في مختلف بنيات التأثير في صناعة القرار للدول الكبرى، وفي أهم المنظمات والمحافل الدولية.