المقالات

3 أعوام من الفشل

الجديد برس : رأي

عبدالحافظ معجب 

خلال الأعوام الـ10 الماضية، شن الكيان الصهيوني، 3 حروب ضد قطاع غزة، لأهداف قال مسؤولو الكيان الغاصب إنها تتعلق بوقف الهجمات الصاروخية تجاه بلداتهم، وتدمير قدرات المقاومة الفلسطينية التي تعرض أمنهم للخطر.
وانطلاقاً من أهداف العدوان الإسرائيلي على غزة، فالتشابه مكتمل، لأن العدوان السعودي وضع في قائمة أهدافه تدمير القوة الصاروخية اليمنية وتحييدها، لأنها مصدر خطر على دول الجوار، بحسب ادعائه.
في الحرب الإسرائيلية الأولى على غزة، استمر العدوان الصهيوني 21 يوماً، وتوقف بعدها، وفي الحرب الثانية استمر 8 أيام، أما الحرب الثالثة فقد استمرت 51 يوماً، وفي العدوان السعودي نطوي العام الثالث من الحرب الإرهابية الوهابية الصهيونية الهمجية على اليمن. لقد ارتكبت السعودية في اليمن من المجازر ما لم ترتكبه إسرائيل في قطاع غزة، واستمرت غاراتها بأضعاف مضاعفة لما شنته إسرائيل من غارات على فلسطين.
3 أعوام من الإجرام والحقد، 3 أعوام من الدمار والحصار، 3 أعوام من الفشل العسكري والسياسي والإعلامي لدول العدوان التي وصلت إلى مرحلة التخبط، لو فُرضت هذه الحرب على أية دولة في العالم لاستسلمت وانهزمت، أما اليمن فلا يزال شامخاً وقوته تزداد وصواريخه تطال عواصم العدوان، ولم يثنه التحالف ومرتزقته وقواته وأسلحته وطائراته وقنابله وصواريخه وحصاره.
من واشنطن أُعلنت الحرب، وبسلاح واشنطن ولندن شُنت الحرب، وبغطاء الأمم المتحدة قتلت السعودية آلاف اليمنيين، وشردت الإمارات عشرات الآلاف من مساكنهم، وحاصرت أمريكا ملايين آخرين.
18 دولة شاركت في هذا العدوان والحصار، ولكنهم لم (يفلحوا) ولم يصلوا إلى مبتغاهم، كان ولا يزال هدفهم غير المعلن هو (التركيع) والتدمير الممنهج وإغراق بلادنا بحالة من (الفوضى) التي لا تنتهي، ولكنهم جميعاً خسروا الكثير والكثير، وكسب الشعب اليمني ثقته بنفسه وقوته الكامنة وعظمته التي لم يكونوا يعرفونها بشكل جيد.
كانت السعودية تعتقد أنها لن تستغرق في حربها سوى أسابيع قليلة لإنجاز ما سمتها (عاصفة الحزم)،
 وربما كانت محقة ببعض تقديراتها من حيث الفارق الكبير في التسليح ونوعية السلاح، وتفوقها بالقصف الجوي بعد أن حيدت قواعدنا الجوية ودمرت طائراتنا، وبعد أن كانت الأمور مهيأة للحرب منذ تولي (الدنبوع) للسلطة، والذي عمل مع الأمريكان بوتيرة عالية على تدمير وتفكيك الجيش اليمني عبر مشروع (الهيكلة)، بالإضافة إلى تدمير منظومات الصواريخ وسلاح الجو الذي كانت تمتلكه اليمن، ولكن السعودية وحلفاءها جميعاً أساؤوا التقدير للإنسان اليمني، ولم يخطر ببالهم أبداً أن نكون بهذا المستوى من الثبات والصمود والصبر والتحمل.
في الأعوام الثلاثة سمع (القاصي والداني) أن اليمني لا يُهزم ولا يُكسر، وفي القريب العاجل سيثبت اليمني للعالم أجمع أنه الأقوى، وبعد الخروج من محنة العدوان السعودي الأمريكي لن يجرؤ أحد على الاقتراب من الجمهورية اليمنية، لأنها ستكون مضرباً للمثل في القوة والعظمة، وستمرغ أنف كل من يحاول غزوها أو الاعتداء عليها.