الأخبار المحلية

وسائل إعلام المؤتمر تتطهر بعد فتنة ديسمبر ” العودة إلى الشاشة “

الجديد برس : صحيفة لا

بعد إفشال مخطط الفتنة التي أشعلها صالح في الثاني من ديسمبر الجاري، والقيادة الوطنية تسعى للحفاظ على اللحمة الوطنية بين أبناء الشعب بكافة مكوناته، خاصة مكون المؤتمر الشعبي العالم، ومن منطلق الحرص على تماسك الجبهة الداخلية أصدر المجلس السياسي الأعلى عفواً عاماً عن كل من شارك في تلك الفتنة من المدنيين والإعلاميين، دون إقصاء لهم أو تحميلهم خطأ قرار الانقلاب على الوطن الذي أعلنه صالح، والذي كان الكثير منهم ضحيةً له، وحتى لا يتسنى للعدوان الاستثمار في هذه القضية، دخل قرار العفو العام حيز التنفيذ، كما تم الإفراج عن الإعلاميين التابعين لوسائل إعلام حزب المؤتمر، والآن يجري العمل مع قيادات المؤتمر على إعادة كيانه الحزبي الوطني، وتفعيل وسائله الإعلامية من جديد، وإعادة مسارها الى ما قبل الثاني من ديسمبر، وقد عادت بعضها بالفعل للعمل بشكل جزئي أو كلي خلال الأيام الماضية.
عودة المؤتمر إلى ما قبل 2 ديسمبر
كان لدى حزب المؤتمر ورئيسه السابق صالح العديد من الوسائل الاعلامية المعبرة عنه والمؤيدة له والناطقة بلسانه، مثل قناة وصحيفة وإذاعة (اليمن اليوم)، وإذاعة (يمن إف إم)، ووكالة (خبر)، وعدد من الوسائل والمواقع الإلكترونية الأخرى، وبحسب معلومات فإنها كانت تتبع (مجموعة شركات شبام الإعلامية) التي يساهم الحزب فيها بنسبة تصل الى 40%، بينما بقية النسبة (60%)، يمتلكها عدة مساهمين ومستثمرين آخرين، وبحسب ذات المعلومات فإن علي عبدالله صالح أو نجله أحمد علي، كانوا هم المساهمين والمالكين الفعليّين لتلك النسبة الأكبر في الشركة، وقد كانت هذه الوسائل تنتهج منذ بداية العدوان خطاباً ومساراً وطنياً مناهضاً للعدوان، ومحافظاً على وحدة صف الصمود الوطني الداخلي، حتى الأشهر الأخيرة التي سبقت محاولة إشعال فتنة كادت اليمن أن تصبح ضحيتها في الثاني من ديسمبر من هذا العام الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة.
وبعد زوال الغُمة وإفشال المخطط التخريبي، تعاملت القيادة الوطنية بمسؤولية وطنية وأخلاقية تجاه أبناء الوطن الواحد، دون تحميلهم خطأ بعض القيادات التي تتعامل مع الوطن بحسابات الربح والخسارة، ولم تتخذ سياسة العقاب الجماعي والإقصاء والتنكيل كما يحصل عادةً في كثير من الأنظمة عند إحباط انقلاب أو مؤامرة، والأمثلة كثيرة على ذلك في العالم، وكما تروج لذلك قنوات العدوان، بل عملت على تخطي هذه الأزمة، وقامت بخطوات عملية لدعوة شرفاء المؤتمر الى تسلم زمام الحزب وقيادته، وإعادة عمل وسائله الإعلامية مثل إذاعة (يمن إف إم) التي عادت للبث بشكل كامل من جديد، وتم الإفراج عن موظفي قناة (اليمن اليوم)، وفتح صفحة جديدة للعودة للعمل في نفس المسار الوطني السابق، ولا تزال الجهود قائمة  ليعود حزب المؤتمر بقوامه السياسي والإعلامي الوطني.
وتمثل عودة قناة (اليمن اليوم) خطوة مهمة لتجاوز آثار الفتنة وإعادة  بناء الصف الوطني من جديد، كونها تعتبر الوجه الرئيسي للمؤتمر ومكوناته ومشروعه الوطني، ويذكر أنها تأسست وبدئت أول بث رسمي لها في الأول من يناير 2012، وقد عادت اليوم للبث من جديد وبشكل جزئي بعد التوقف، وعادت بعض برامجها للظهور الى جانب بعض نشرات الأخبار، في بادرة تدعو للتفاؤل بعودة القناة بكامل برامجها وشخصيتها الوطنية المواجهة للعدوان كما عهدها وألفها مشاهدوها، ليكتمل مشهد الصمود في وجه العدوان الذي تمثله كل أطياف اليمن الوطنية، ومنها حزب المؤتمر وقواعده الشعبية.
وحسب مصادر إعلامية مطلعة، فإن هناك اتصالات قائمة مع جميع طاقم وكوادر القناة لمطالبتهم بالعودة لتشغيل القناة بشكل كلي، ولكن التأخير في عودتها هو نتيجة الإرباك الحاصل في قيادة المؤتمر الموجودة والمتبقية في صنعاء، والتي أصبحت مشتتة وفاقدة البوصلة نتيجة الأحداث الماضية، الى جانب عدم وضع رؤية شاملة وواضحة يتم الاتفاق عليها بين إدارة القناة والإعلاميين والجهات الرسمية لوضع محددات واضحة ومرضية لجميع الأطراف لخطة العمل القادمة، وكذلك العجز الوظيفي المتوقع نتيجة رفض بعض كوادر القناة العودة ممن يفضلون البقاء في منازلهم أو يحاولون الخروج من البلاد للالتحاق بقطيع تحالف العدوان، الى جانب الفراغ المالي والذي خلفه خروج صالح من المعادلة، وهو الذي كان يمتلك ما تزيد نسبته عن النصف في ملكية هذه الوسائل الإعلامية، ما يتسبب بأزمة مالية ستصعب المهمة، وقد بدأت بالفعل بعد حصول موظفي القناة على راتب شهر نوفمبر الماضي، لكن بعض المصادر أفادت لصحيفة (لا) أن السلطات الحكومية أبدت استعدادها لتغطية الأزمة المالية حتى عودة الشركة للوقوف على قدميها من جديد، ومازالت الجهود مبذولة، وقد نرى القناة بشكل مكتمل قريباً، الى جانب صحيفة (اليمن اليوم) وبقية الوسائل الإعلامية الأخرى للمؤتمر.
يذكر أن قوى العدوان قد سعت بعد الصفعة التي تعرضت لها بفشل المشروع التخريبي التي كانت تراهن عليه بشكل كبير، الى الاستثمار فيه بعد سقوطه، وروجت لدعايات التنكيل بقيادات وأعضاء المؤتمر، ودعتها للالتحاق بصف العدوان، وقد تجاوب معها قلة ممن كانوا يرتدون قناع الوطنية طيلة 3 سنوات، ووصل بعضهم بالفعل الى مناطق سيطرة المرتزقة وعواصم دول العدوان، وبدأوا بالعمل على استنساخ الحزب سياسياً وإعلامياً، وتم إنشاء قناتين تبثان بثاً تجريبياً وبقوام وظيفي وبرامجي محدود جداً، وتحملان نفس الاسم (اليمن اليوم)، فيما لاتزال الخلافات مستمرة على من يتولى منصب رئاسة حزب المؤتمر في النسخة الخاصة بالمرتزقة.