أخبار عاجلة الأخبار المحلية

ماذا يعني اعلان “ابن سلمان” استمرار الحرب في اليمن..؟ وماذا يعني وصول عشرات الجثث إلى المحافظات الجنوبية..؟

الجديد برس – أخبار محلية

تراجَع خطاب السلام الداعي إلى وقف الحرب في اليمن، وصعّدت السعودية من خطابها الداعي إلى استمرارها.

على لسان ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أكدت المملكة أن «حرب اليمن ستستمر»، بعد مرور أكثر من عامين ونصف عام على اندلاع «عاصفة الحزم»، وسقوط عشرات الآلاف من الضحايا، وتضرر ملاييين اليمنيين، ما يعني أن تلك الخسائر ستتعاظم.

في جردة سريعة للخسائر والأرباح، يبدو الخاسر الأكبر في الحرب تلك الأطراف التي اندفعت مع «التحالف»، واستخدمها الأخير كوقود لاستمرارية الحرب، وقدمت إلى جانبه سيلاً من الدماء، إلا أنها لم تحقق أي مكاسب تذكر.

في هذا الإطار، يرى مراقبون أن أكثر الأطراف تضّرراً من استمرار الحرب هم الجنوبيون، الذين قدموا «تضحيات» على طول الحدود السعودية وعرضها، إضافة إلى «تضحياتهم» في جبهات الشمال، وتحديداً في جبهتي المخا في تعز والبقع في صعدة، دون أن تشفع لهم كل تلك «التضحيات» لدى «التحالف»، ليبادلهم «الوفاء» ولو بالحد الأدنى، بتحقيق الأمن وتوفير الخدمات في عدن والمدن الجنوبية الأخرى.

من هنا، فإن استمرار الحرب يعني، بالنسبة للجنوبيين، سقوط المزيد من القتلى منهم في معركة ليست معركتهم، فيما تصب كل «التضحيات المبذولة» فيها لصالح تقليل خسائر «التحالف».

خلال الأيام الماضية، شهدت المحافظات الجنوبية تدفق عشرات الجثث لمقاتلين سقطوا في جبهات الحدود بين السعودية واليمن. وبحسب شهود عيان، تحدثوا إلى «العربي»، فإن «عربات عسكرية تقلّ أكثر من خمسين جثة في طريقها من مأرب وصلت إلى شبوة».

و قبل أسبوع من ذلك، وصلت إلى مستشفى الجمهورية في عدن 13 جثة بعضها لمقاتلين كانوا ضمن لواء المحضار، الذي يتمركز في الخضراء على الحدود السعودية، وبعضها الآخر من قوات «الحزام» في المخا، وهو ما اعتبره ناشطون جنوبيون مؤشراً إلى «عمليات متاجرة» بدماء الجنوبيين تقوم بها «قيادات سلفية».

و كتب الصحافي الجنوبي، ماجد عزان، في منشور على صفحته في «فيس بوك»، أن «السلفيين شركاء في قتل أبنائنا في أرض مش أرضهم. وصول ثلاجة تقل على متنها حوالي خمسين جثة قادمة من المملكة، يرجح أنها من جبهة البقع. الشهداء من عدة محافظات جنوبية».

بدوره، أشار الناشط، ناصر الذلقي، في حديث إلى «العربي»، إلى أن «أكثر المنخرطين في الجبهات في الشمال، وعلى حدود السعودية، هم السلفيون، نتيجة التعبئة الطائفية، ولكن هناك أيضاً الكثير من المقاتلين نتيجة العوز والفقر. ورغم أن المعركة ليست معركتنا لكن لا أحد يتكلم إلا اثناء سقوط الضحايا».

وتحدث إلى «العربي»، أيضاً، عبد الجليل عبد الله، وهو أحد الجنوبيين الذين شاركوا في معارك على الحدود السعودية في منطقة البقع، مشيراً إلى أن «الكثير من المقاتلين الجنوبيين يذهبون للحصول على رواتب شهرية، للجندي ألف ريال سعودي، وللضابط ثلاثة آلاف ريال سعودي، ولكن كل المقاتلين يخضعون لقيادات سلفية».

و أضاف «(أننا) نقاتل إلى جانب المقاتلين السعوديين، لكنهم مفصولون عنا من حيث معسكراتهم وقيادتهم، والكثير من الجنوبيين انسحبوا من المعارك بسبب عجزهم عن تحقيق أي تقدم».

وكان شيخ قبيلة المسعودي في محافظة لحج، علي بارجيلة، وجّه نداء دعا فيه المقاتلين الجنوبييين إلى الانسحاب من الجبهات، معتبراً استمرارهم فيها «خيانة وطنية، لأن القائمين على ملف الجنوب يتآمرون على أهداف الشعب الجنوبي، الذي بذل الكثير من التضحيات كي تكون هناك دولة بكل مقوماتها، تتناسب مع حجم التضحيات التي قدمها شعب الجنوب ولا زال يقدمها».

و تدافع قيادات جنوبية عن مشاركة الجنوبيين في المعارك في المناطق الشمالية وعلى الحدود مع المملكة دون قيد أو شرط. ومن تلك القيادات رئيس «المجلس الإنتقالي»، عيدروس الزبيدي، وأمين عام «المجلس الأعلى للحراك»، السفير قاسم عسكر. لكن قيادات جنوبية أخرى تدعو إلى الاستفادة من هذا الوضع «غير الصحي»، عن طريق اشتراط انسحاب مقاتلي حركة «أنصارالله» من المناطق الجنوبية في بيحان بشبوة، ومكيراس في أبين، لسحب المقاتلين الجنوبيين في جبهات الشمال. ومن القيادات التي تبنت هذا الطرح، قيادات «تاج الجنوب العربي».

في المقابل، يرى السفير، الخضر مرمش، في حديث إلى «العربي»، أن وجود مقاتلين جنوبيين في الشمال «أمر طبيعي في ظل وجود الدولة الموحدة لليمن»، معتبراً أن «وجودهم يعزز من ثقل الجنوبيين في أي مفاوضات قادمة لحل الأزمة، وعلى المستوى التكتيكي يشتت قوات الانقلابيين في أكثر من جبهة حتى لا يعيدوا تجمعهم باتجاه الجنوب، وإعادة الكرة بمهاجمة الجنوب كما حصل في السابق»، لافتاً إلى أن «هذا التواجد تم بموافقة وطلب التحالف».

المصدر: العربي