منوعات

صحفيّة بريطانية: لقد قطع السعوديون كل الطرق إلى #اليمن لكي لا نرى هذا الفاجعة الكبرى

الجديد برس – اخبار محلية

تقول صحفيّة بريطانية استطاعت بصعوبةٍ بالغةٍ دخول اليمن إن السعودية قامت بمحاصرة اليمن منعاً لدخول الصحفيين إليها ونقل وقائع المرار الذي يعيشه اليمنيون.

تمكنت الصحفيّة “نيكولا كريم” العضو في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) من الدخول مؤخرا إلى اليمن، وقامت بنشر تقرير صوتي عما رأته وشاهدته في ذلك البلد المنكوب.

فيما يلي أجزاء من هذا التقرير الذي تمت ترجمته للعربية:

دخول الصحفيين شبه ممنوع

إنه الصباح ونحن في طريقنا للوصول إلى ميناء عدن اليمني، من الصعب جداً دخول هذا البلد ونقل ما يحدث هنا، هذا هو التحالف العربي تحت قيادة السعوديين الذي يسيطر على كل مداخل اليمن.
منع السعوديون وصول الصحفيين، لقد منعونا من السفر جواً إلى اليمن، ولذلك فإننا نستقل قارباً متوجهين إلى اليمن.
يوضع الصحفيون الذين يريدون دخول اليمن تحت رقابة شديدة وهذا دليل على شُحّ الأخبار التي تصلنا عن واحدةٍ من أكبر الأزمات في تاريخ الإنسانية.
لقد ساعدت الحرب الدائرة على تفشي مرض الكوليرا.
الآن ندخل أحد المراكز الصحية لعلاج مرض الكوليرا، وفي هذه اللحظة أتت إحدى الحالات الإسعافية المصابة بمرض الكوليرا وهو رجل مسنٌ، يبدو ضعيفاً جداً.

تعمل ثلاثة ممرضاتٍ على إعطاء حقنةٍ لهذا الرجل المسن، ويقومون بالضغط على كيس “السيروم” لكي يتدفق السائل في جسده.
يدعى هذا الرجل العجوز” عبد الله محمد سالم” وحينما جلبوه إلى المستشفى لم يكن قلبه ينبض.
وجه ابنه “أحمد” رسالةً للحكام الذين يقومون بإشعال فتيل الحرب قائلاً: أصلحوا شبكات الصرف الصحي، نظفوا الشوارع، المكان كله مليء بالذباب والبعوض وهذا هو سبب المرض، ندعو كل شخص يدعي أنه قائدٌ لنا أن يحافظ على هذا الشعب.

يقول مجلس الأمن الدولي أن الكوليرا هي أزمة اليمن الحالية، ولكن أزمةً أخرى في طريقها إلى اليمن وهي المجاعة.
إن الأطفال الذين مازالوا على قيد الحياة يعانون من الجوع.
والآن، يهدد الجوع جيلاً كاملاً من الأطفال اليمنيين.
ندخل الآن قسم معالجة سوء التغذية. أرى طفلاً رضيعاً هزيلاً جداً يكاد يكون مطبقاً على نفسه.
تظهر أضلاع صدره بشكل مؤلمٍ إلى الخارج، ولا يقوى على إبقاء عينيه مفتوحة.
تقف أمه التي لا تستطيع فعل أي شيء حياله سوى إبعاد الذباب عن وجه رضيعها ذو ال 10 أشهر بجانبه.
يقول الأطباء بأن اسم هذا الرضيع هو ” أحمد محمد أحمد” يبلغ وزنه حالياً 4 كيلو غرام، في الوقت الذي ينبغي أن يكون وزن الطفل الطبيعي في عمر العشرة أشهر ضعف وزن هذا الرضيع.
لقد سبب سوء التغذية مشكلة كبيرة في اليمن، ومع بداية الحرب تضاعف عدد الأطفال المصابين بهذا المرض.
ندخل الأن قسم العناية المركزة لكي نتكلم مع الطبيبة “مدينة أحمد سالم” ولكن سرعان ما أنبأتنا خبرا سيئاً.
تقول الطبيبة إن رضيعةً مريضةً تبلغ من العمر 9 أشهر كان وزنها 3 كيلو غرامات فقط، ولم تستطع تحمل المزيد من العناء؛ وماتت الطفلة

قصة من وسط الأنقاض

ندخل الآن مدينة “لحج”، لكي نلتقي بإحدى العائلات التي دمر منزلها التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
لقد مررنا خلال مسيرنا بالكثير من الأنقاض على جانبي الطريق، أرى أبنيةً دُمرت بالكامل وسقطت بسبب الغارات الجوية.
تعيش هذه العائلة في ظروف صعبة جداً، ولكي نتمكن من لقاء هذه العائلة دخلنا إلى مكتبةٍ عامةٍ أصبحت الآن المنزل الذي يؤوي هذه العائلة.
لوحت لي عدة نساء يرتدين الحجاب كنَّ يقفن على مدخل المكتبة، وعندما دخلت إلى المكتبة قالت لي إحدى الجدات بأن العائلة مهددة الآن بفقدان هذا المكان الذي يؤويهم.
تقول السلطات المحلية لهم بأنه يتوجب عليهم الانتقال من هذا المكان.
لقد أتوا بنا الآن لكي نرى منازلهم أو بالأحرى ما تبقى منها، مبنىً بطابقين لم يتبق فيه أي أبوابٌ أو نوافذ، وهنا نرى كميةً كبيرةً من الأنقاض.
ووجدنا أمام المنزل عدداً من الألبسة وأحذية أطفالٍ مبعثرة.
منزل آخر غير قابل للعيش فيه، ولكن بعضاً من أفراد العائلة بقوا فيه لأنهم لا يملكون مكانا آخر يذهبون إليه.
ندخل الآن هذا المنزل، المكان مظلم جداً لأن الكهرباء مقطوعة، شرد هجومٌ على هذا المنزل أكثر من 30 شخصاً، ليصبحوا بلا مأوى.

كرة أطلق عليها النار، وكرة أخرى لا تجد من يركلها.

في اليوم التالي “وفي مكان آخر” التقيت “عادلة” وأولادها الذين ينتظرون وصول الطعام؛ ينتظرون التمر.
طفل من هذه العائلة يدعى عماد يبلغ من العمر 10 سنوات كان قبل الحرب مولعاً بكرة القدم.
تقول أمه: في وقت الهجوم جلبت الأطفال ووضعتهم داخل المنزل وطلبت منهم عدم الخروج من المنزل، وتوجهوا إلى غرفة الضيوف حيث أتت رصاصة مزقت الكرة وبترت ساقي عماد.

إن أيادي أميركا والسعودية ملوثة بدماء اليمنيين.

يقول كثيرٌ من اليمنيين إن أطرافاً أخرى تلوث أيديها بالدم في هذه الحرب ومن ضمنهم بريطانيا وأميركا الذين لا يزالون يبيعون السلاح للسعوديين.
سألتُ إحدى الصحفيين المحليين التي تدعى “شماع بنت سعيد”: ماذا تقولين لدولٍ مثل بريطانيا وأميركا التي تقوم ببيع السلاح للسعودية؟
قالت “شماع”: أود أن أقول لهم، شعوبكم تعيش في سلام فلماذا تريدون أن يعيش الآخرون في حالة حرب؟ أنتم بلادٌ متحضرةٌ كثيراُ وتدافعون عن حقوق الإنسان، لماذا تسمحون باستمرار الحرب في هذه البلدان الفقيرة؟ إنكم مخادعون، تتكلمون عن المستقبل وحقوق الإنسان وفي نفس الوقت تبيعون القنابل لكي تخربوا حياة الدول الأخرى، نحن بشر، نحن نفهم ولسنا بحمقى.