الأخبار المحلية تقارير ودراسات

ترجمة| اضطرابات اللعبة السعودية الأمريكية ضد اليمن (مخطط السيطرة على باب المندب) 3-4

الجديد برس

ترجمة: شامية الحيدري

حورية ايتكاسي| صحيفة “لوماتان دالجيري” الجزائرية الناطقة بالفرنسية:

نوايا سعودية أمريكية للسيطرة على مضيق باب المندب:

مضيق باب المندب، ممر مائي يصل البحر الأحمر بخليج عدن والبحر العربي، يقع بين البحر الأحمر والمحيط الهندي. يربط البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر من خلال قناة السويس. ويعد ممر إجباري يتيح الوصول للمحيط الهندي والمحيط الهادئ ويشكل بوابة دخول لمنطقة القرن الأفريقي (جيبوتي)، بالإضافة إلى كونه منفذ هام يربط غرب وشرق آسيا بقارة أفريقيا ومن ثم إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط، فهو مفترق طرق استراتيجي للشحن الدولي وعن طريقة تمر أهم الشحنات النفطية. كما يعتبر خليج عدن ومضيق هرمز الذي تسيطر عليه إيران من الممرات الرئيسية في هذه المنطقة الحيوية والمنتعشة بحركة الشحن النفطية على طول البحر الأحمر.

تم إحباط العديد من التحضيرات العسكرية التي هدفت لاحتلال مضيق باب المندب حتى الآن من قبل القوة الصاروخية اليمنية التي عملت على استهداف كافة السفن الحربية التي دخلت المياه الإقليمية، ومنها استهداف السفينة الحربية الإماراتية نوع “سويفت” والتي تم تدميرها بأحد الصواريخ اليمنية قرب ميناء المخاء على البحر الأحمر، وأسفر الهجوم عن مقتل 22 جندي إماراتي على الأقل. أعقب ذلك، بعد بضعة أيام، قيام البحرية الأمريكية بإرسال ثلاث سفن حربية بالقرب من الناحية الجنوبية لمضيق باب المندب.

وقد حذر الجيش اليمني من أي انتهاك للمياه الإقليمية حيث أشار المتحدث الرسمي باسم الجيش، شرف لقمان، إلى “أن جميع العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش واللجان الشعبية ضد قوى العدوان السعودي الأمريكي هي ردود أفعال دفاعية بحتة إذ أن القوى البحرية اليمنية تتحمل مسئولية حماية السواحل اليمنية ضد اي هجوم إرهابي قد يهدد أمنها، سواءً كان من قبل الجماعات الإرهابية أو من قبل التحالف السعودي الأمريكي”.

وبحسب آخر المعلومات الواردة من العاصمة صنعاء والتي أفادت بوصول تعزيزات أمريكية جديدة إلى عدن، جنوب اليمن، في أواخر نوفمبر 2016 فهل في ذلك إشارة تدل على وجود محاولات جديدة للاستيلاء على باب المندب؟ تلا ذلك بأيام قليلة تغييرات في البيت الأبيض بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فهل سيسير الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، الذي أعلن وبصراحة تامة عن سياسته القائمة على عدم التدخل في شئون الدول الأخرى، على نفس خطى الرئيس السابق باراك أوباما؟

ووفقاً للبيت الأبيض أن باراك أوباما الذي ترك كرسي الرئاسة الأمريكية لخلفه دونالد ترامب ، أعد قبل تركه الرئاسة مذكرة برر فيها تدخله في سياسات البلدان الأخرى بحجة محاربته  للإرهاب في حين أعلن في 5 ديسمبر عن إعداد تقرير حول “السماح لدول العالم الثالث باستخدام القوة العسكرية”. وبررت حكومة أوباما نشر قواتها العسكرية في 9 بلدان إضافية على الأقل ومن ضمنها اليمن تحت ذريعة “محاربة الإرهاب الذي يهدد أمن الولايات المتحدة الأمريكية”.

وفي ذات السياق، اقترح مركز الأبحاث الأمريكي ” معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى” على الإدارة الأمريكية ” تقديم مساعدات عسكرية للمملكة العربية السعودية لتتمكن من التصدي للصواريخ اليمنية” من خلال تزويدهم بأنظمة الدفاع الصاروخي باتريوت. وأضاف مركز الأبحاث “ينبغي على الولايات المتحدة الأمريكية تعزيز الحصار المفروض على الأسلحة كي تحول دون وصول أي صواريخ باليستية لليمن” كما أن عليها ” نشر أنظمة قاذفات الصواريخ  “هيمراس” عالية التنقل في المدن السعودية الكبرى، مثل جدة، وذلك من أجل تعزيز الدفاع المضاد للصواريخ في المملكة العربية السعودية”.

وفي الوقت نفسه، وصل مبعوث الأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ إلى عدن، حيث قام بتقديم مبادرة تقضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية قبل نهاية العام 2016 ولكن هذه المبادرة قوبلت برفض الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي أكد على أنه لن يسلم السلطة إلا في حال قيام زعيم حركة أنصار الله عبد الملك الحوثي والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بالتخلي عن السياسة ونفيهم لمدة 10 أعوام الى إحدى البلدان وفق اختيارهم.

لقد أتت هذه المواقف على غير أهواء المفاوضين الأمريكيين، إذ أعلنت واشنطن عن خيبة أملها تجاه موقف الحكومة اليمنية ورفضها لخارطة الطريق المقدمة من قبل منظمة الأمم المتحدة ومشاورات السلام. فقد اعترف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مارك تونر، أن الخطة الأممية “تتضمن خيارات صعبة” ولكن ” من الضروري ايجاد تسوية وتقديم تنازلات جميع الأطراف للتوصل إلى حل سياسي دائم”، وتابع أنه ” من أجل إنهاء هذا الصراع وضمان عودة الأمن والاستقرار في اليمن، لابد من تأييد هذا الهدف من قبل جميع الأطراف “.

 

المصدر : المراسل نت