المقالات

الى الأمام.. لا تراجع……… بقلم / احمد الحبيشي

الجديد برس – مقالات

صحيح ان دول العدوان السعودي الإماراتي لم تتمكن حتى الآن من السيطرة على المنافذ البحرية لغرب محافظة تعز في ذوباب والمخا ، لكن قوات الامارات نجحت في احتلال جزيرة (ميون) وتسعى الى شراء منازل المواطنين اليمنيين في هذه الجزيرة الي تطل على مضيق باب المندب شرقا وترحيلهم منه ، بهدف تحويلها الى قاعدة عسكرية بريطانية إماراتية.

الدفاع عن هذه الجزيرة واجب وطني ومهمة استراتيجية للجيش واللجان الشعبية ، وبدونه يصبح باب المندب مقسما بين اليمن غربا ودولة الامارات وبريطانيا شرقا.

ولذلك يسعى العدوان ليس فقط الى تفكيك المحافظات الجنوبية والشرقية ومارب والجوف ، والسيطرة الكاملة والمطلقة على حصة اليمن في الربع الخالي وثرواته الهائلة من النفط والغاز والماء ، بل أنه يتطاول على السيادة والجغرافيا السياسية الى أبعد مدى ، من خلال تحقيق أطماعه في إحتلال باب المندب كاملا ، وتطبيق خطة كيري التي تدعو الى إنسحاب الجبش واللجان الشعبية من السواحل الغربية اليمنية المطلة على باب المندب.

وفي حال ثباتنا في رفض خطة كيري التي لا يمكن استغفال عقولنا بأنها تصلح كأرضية يمكن البناء عليها ، يكون العدو قد حقق جزءا لا يستهان به من أهداف العدوان الغاشم ، وهو تقسيم باب المندب بين اليمن وبريطانيا التي ستعود مرة أخرى من خلال جيش الإمارات الى جزيرة (ميون) بعد ان انسحبت منها قبل خمسين عاما ، يوم 29 نوفمبر 1967 بموجب اتفاقية الإستقلال.

ويبقى القول أن أية خطة للمفاوضات لا تشمل انسحاب القوات الأجنبية من الأراضي اليمنية المحتلة ، تعتبر خيانة وطنية لا يمكن السكوت أو (البناء) عليها!!؟؟

يتوجب على المتهافتين الذين وصفو خطة اجتماع رباعية العدوان في الرياض بأنها (مبادرة دولية) بدون الرجوع الى مستشارين في القانون الدولي والأزمات الإقليمية ، ثم رحبوا بما أسموها (مبادرة دولية ) لحل الأزمة في اليمن ، عليهم أن يتأنوا قليلا ولا يستعجلوا في إطلاق مثل هذه التصريحات المتسرعة ، وأن يقرؤوا ما جاء في البرنامج الانتخابي للرئيس المنتخب دونالد ترامب عن الأهداف الحقيقية للحرب السعودية على اليمن ، وما قاله أيضا عن أهداف هذه الحرب في أول مقابلة صحفية له بعد فوزه في الانتخابات ، مع صحيفة (وورد ستريت جورنال).

نناشد وزارة الخارجية في حكومة الانقاذ الوطني أن تحذو حذو رئاسة مجلس النواب، بالتواصل مع الفريق الانتقالي للرئيس الأميركي القادم من خلال قنوات دولية ودبلوماسية وإعلامية بينها مصر التي يهمها مستقبل باب المندب أيضا ، علما بأنها تشارك في خلية عمل مع هذا الفريق تتعلق بعدد من الملفات الإقليمية الساخنة في الشرق الأوسط ، وبضمنها ملف الحرب على اليمن.

لدينا عدد كبير من (الشخصيات الوطنية) اليمنية المقيمة في مصر ، ومن الواجب مساعدتها على الخروج من (صمتها) والتخلص من (حيادها) بين الوطن والعدوان السعودي.

يجب استثمار (وطنية ) السياسيين المقيمين بمصر في الدفاع عن المصالح العليا للوطن اليمني ، و إشراكهم في أي تحرك إقليمي ودولي تقوم به وزارة الخارجية لوقف الحرب السعودية القذرة على بلادنا ، وفك الحصار الجوي والبحري والبري المفروض على مطاراتنا وموانئنا وأراضينا.

والله والوطن من وراء القصد.